You are currently viewing الشراكات الذكية( 4 )

الشراكات الذكية( 4 )

جامعة الأحفاد تتحدث عن مدينة المتمة
( عن حي القبة و الكروماب )

لما كنت صغيرة درست مرحلتي الإبتدائية برا السودان.. كان لما يسألوني جنسك شنو.. كنت

بقول سودانية بس ما بكل ثقة و إعتزاز .. ما كنت بتكلم بلغتي السودانية و ما كنت بشوف

لشعبنا مميزات غير إنهم ناس متعلمين و ناجحين في مجالهم فقط .. ما كان عندي الحب

الكبير و الثقة و الإعتزاز الموجود في قلبي الآن..
لما الجامعة طلبت مننا نسافر لرحلات الإرشاد الريفي كمشرفين كنت بعتذر خوفاً من أني

أمشي مكان ما بعرفه و لا بعرف ناسه ..
السنة دي طلبوا مننا نسافر و إخترت مدينة المتمة من نفسي ..
قبل أسافر المتمة والدي قال لي ماشة لأهل المك نمر ناس الكرم و عوجة بتجيك مافي

و نفس الكلام قالوه لي كل زملائي و أساتذتي ..

كانت بالنسبة لي أول تجربة إشراف على طالبات و فوق ده كله أول مرة أطلع برا الخرطوم ..

كنت متوترة جداً ..
لكن قبل ما نسافر المتمة بإسبوع إبتدت إتصالات أهلي و إتصالات المنسقين من حي القبة

و الكروماب بمدينة المتمة .. تتوالى علينا أنا و باقي زميلاتي في باقي الرحل لمدينة المتمة

قبل ما حتى نتصل بهم إحنا.. طمنوا خوفنا و رحبوا بنا كل الترحيب…
يومياً كانوا بتصلوا علينا يسألوا مننا و عن إستعدادتنا..

إلى أن جاء يوم الرحلة من الفجر كان السيد أبو نخيلة الشاذلي و الباشمهندس الطيب الدوش

و إبنه الأستاذ مصعب و الأستاذ عبيد حمزة بشير في إنتظارنا في جامعة الأحفاد مكان تحرك

الرحل لأن الباصات بتتحرك من الجامعة ..
سلموا علينا و إنتظرونا ساعات طويلة لما الباص تحرك ..
كان في ٧٣ رحلة متحركة غير رحلتنا لجميع أنحاء السودان .. بس ما أعتقد في رحلة عزوها العزة

اللي تعزيناها و فعلاً العز أهل ..
أثناء رحلتنا لمدينة المتمة كانوا أهلي في المتمة بتصلوا علينا كل شوية إنتوا وين قربتوا؟؟

ليه تأخرتوا؟؟ .. وقتها أنا كنت خلاص إطمنت و خوفي راح و حاسة بالأمان ..
أول ما وصلنا المتمة إستقبلونا إستقبال بهيج بحضور كل أكابر و أعيان

و معلمين و معلمات البلد بكل حفاوة و طيب كلام و بهاء في رئاسة محلية المتمة

و كل أصحاب المقامات العالية و الرفيعة في إستقبالنا.. قبل أنزل من الباص عشان أسلم

عليهم دموعي جرت و قلت في نفسي أصلو إحنا عملنا شنو كويس قدر ده عشان يحترمونا كدة و يقدرونا ..

بعدها الرحل الخمسة توزعت على أحياء المتمة أنا و بناتي معي ١٢ طالبة من مختلف التخصصات كنا

في حي القبة و الكروماب في ضيافة آل الدوش و آل الناظر حمزة.. و من هنا بدت الفرحة الحقيقية و الفرحة و الطمأنينة..
من ساعة نزلنا من الباص أنا و بناتي أمنوا خوفنا و طمنونا و أهتموا بنا إهتمام الأم لطفلها حسينا نفسنا وسط أهلنا و أخوانا و آباءنا و أمهاتنا و أخواتنا و بناتنا … من أول يوم نمنا مرتاحين مبسوطين آمنين.. كل الترحيب و كل الحفاوة و.الطيبة و الكرم و العزة عزونا لها أهلي..
سمعت عن الكرم الطائي و قريت عنه لكن أهلي الجعليين ديل و بالأخص حي القبة مفروض يكتبوا فيهم شعر و يقولوا الكرم الجعلي و تدرس في الكتب لكل العالم ..
رغم خوفنا في البداية أنا و الطالبات إلا أنه من أول لحظة زال الخوف و تحول لفرحة و إستمتاع بكل لحظة و رغم أي شي كانت أجمل فترة قضيناها في حياتنا.. ما حسينا إلا و نحن في بيوتنا وسط أهلنا.. أهل حي القبة ناس متعلمين و واعين و ما أعتقد رسالتنا كانت جديدة عليهم إلا أنهم كرمونا و حسسونا أن مهمتنا عظيمة حتى في الإهتمام بتنسيق البرامج و الندوات ما قصروا معنا و حسينا بالأهمية الكبيرة و العظمة…إتمنينا لو كان الوقت أكبر و العلم أكثر من كدة و التنسيق أفضل عشان نرد الجميل أكتر ،، كل ما كان يقترب الوداع يوم كان الحزن يجتاح قلوبنا أنا و بناتي ..

برغم أننا سافرنا و لفينا و مشينا بلاد كتيرة و قابلت كل الشعوب لكن زي كرم أهلي ده ما شفت

و طيبتهم فوق الكرم وحبهم للخير ناس نظييييفة بفطرتها.. على قد ما الواحد كان بقول إن الناس بقت كعبة و إتصدم من ناس في حياته إلا أن بعد شفنا أهلنا في حي القبة تأكدنا أن الدنيا لسة بخيرها و الدنيا لسة حلوة ناس عايشين بالفطرة الطيبة اللي خلقها رب العالمين و ما تدنست ….
كل بيت و كل فرد الكبير و الصغير كان بستقبلنا بكل فرح و إبتسامة و طيبة و يخدمنا بعيونه… سمعت المثل البقول جود بالموجود لكن أهلي جادوا بالموجود و اللي ما موجود و فوق للموجود جادوا به .. و بتذكر قوله تعالى(و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة) آثرونا على أنفسهم على راحتهم و على وقتهم و على حساب حاجات كتيرة.. و ما كانوا بدونا فرصة نعمل حاجة و لا نساعد في شي..
آخر أيام تمنينا أنا و بناتي أن ما نرجع و بقوا ببكوا يقولوا لي أستاذة ما عايزين نرجع ..

ح نفقد لمة شاي الصباح و اللقيمات و بسكويت المكنة.. و دعوات أمنا ليلى لنا و إبتسامتها و دلعها لنا ..

و فطور الصباح كل يوم بيت بعزمنا أو يجيب لنا الفطور لحدي عندنا و للدرجة وصلت بهم مراحل الكرم بتشاكلوا فينا منو يعزمنا .. و جبنة الظهر و شاي المغرب و الباسطة و بلح الشام و صواني الغداء الكتييرة اللي فيها كل أصناف الأكل و مختوتة بالكتييير تكفي خمسين نفر ما ١٢ طالبة… و شاي المغرب و لمة بنات الحلة و أنغام أغانيهم الحلوة و حبهم لنا و لبن البقر و الماعز و العشاء بعد يوم جميل.. و نوم الحوش تحت النجوم و سرايرنا المريحة..و زيارات أهلنا لنا و تفقدهم لنا أيييه أكتب شنو و لا أخلي شنو لو ح أكتب عن رحلتي دي محتاجة كتاب..
و آخر يوم ،، يوم الوداع ضبحوا لنا لأن أهل الكرم ما بحسوا إنهم اكرمن الضيف إلا لما يضبحوا ليه و كانت الضبيحة في الجناين على ضفاف النيل.. و كرمونا مع إن هم بحتاجوا التكريم أكتر مننا… و لحدي يوم السفر الصباح من الفجر الحلة كلها جات تودعنا بدموعهم و عيونهم كان فيها الحزن باين في عيونهم و أمي ليلى ركبت معنا الباص و ودعتنا و دعت لنا كتييير و الكرم ما إنتهى و كرمهم ما بنتهي في يوم شيلونا أكل كفى الباص كله و باقي الرحل المعنا و أدونا هدايا شتول كتييرة كفتنا و كفت باقي الرحل و لما وصلنا في عز الحر و الهجير السيد أبو نخيلة الشاذلي و مصعب و السيد الطيب الدوش كانوا في إنتظارنا بكل حفاوة.. و لما رجعنا بيوتنا آمنين سالمين إتصلوا علينا كل الحلة بتطمئن علينا .. و الحقيقة لأول مرة في حياتنا كلنا أنا و بناتي
طول السكة بنبكي و عايزين نقعد معهم لسة و لما وصلنا بيوتنا حسينا بوحشة و المكان بقى لنا غريب و أي شي مسخان علينا فاقدين كل شي …

كنا جايين في رحلة إرشاد ريفي.. جينا نتكلم لهم عن بعض العادات الضارة في المجتمع لكن هم علمونا

العادات الحميدة و في محاضراتنا قلنا لهم احتفظوا بعاداتكم الحميدة دي .. هم العلمونا هم الأرشدونا هم الغيروا لنا في شخصياتنا.. تعلمنا منهم أن السعادة و الفرحة ما بالمكان لكن بالناس.. تعلمنا أن نكرم ضيفنا بأكتر من الموجود تعلمنا العطاء بزيادة و عرفت الحكمة من أن ربنا جعل الكرم من مكارم الأخلاق القصة ما قصة أكل و لا خروف القصة قصة فرحة و سرور بتدخله في قلوبنا و بتزيل كل خوف مننا تعلمنا الكتييير و صفحات ما بتكفينا عشان نذكرها.. سودانا لسة بخيره.. و في مبادئ كتيرة ح أعلمها لعياالي في يوم.. اليوم أنا آلاء عمر فخورة بإني سودانية.. معتزة بشعبي و لغتي و الكرم البميز شعبي انا ما جعليه بس متربية في وسطهم و ياريتني لو كنت جعلية..
يا ريت لو في حروف في اللغة أو في كلمة أكبر من شكراً تعبر و تصيغ التعبير عن الشكر و الإمتنان و رد الجميل..
لكن مالقيت.. غير شكراً و الدعاء لكم ..
شكراً كل الشكر ل أسرة ال الدوش
و آل الناظر حمزة بشير فرداً فرداً و شكراً آل كردمان و شكراً آل أحمد الصديق..

شكراً لكل رابطة خريجي القبة و الكروماب فرداً فرداً 
و الرسالة حقتنا أمانة في رقبتكم..
شكراً كل الشكر للسيد أبونخيلة الشاذلي
شكراً باش مهندس الطيب الدوش و أستاذ أبوبكر
و أستاذ مصعب و أستاذ عبدالله
و دكتور محمد و الأسف لو سقط مني سهواً أي إسم..
شكراً أمي ليلى و أخواتها و أستاذة تيسير
و أستاذة تماضر و أستاذة تيسير و تقوى

و نبتة و هالة و عابدة و شكراً لكل بنات الحلة..
شكراً لكل حبوباتنا أمهاتنا و أعمامنا و أخوانا
و آباءنا و معلمينا و معلماتنا …

شكراً لكل بيت شكراً لكل طفل ..
و شكراً جامعة الأحفاد الجمعتنا بكم..

يا أهلي في المتمة .. أسأل الله العلي العظيم القادر المقتدر الجبار العزيز من فوق

سبع سموات أن يعزكم في الدنيا و الآخرة زي ما عزيتونا و يجبر خاطركم زي ما جبرتونا..

و يأمن خوفكم زي ما أمنتوا خوفنا و يسعد قلوبكم زي ما أسعدتونا و يجزيكم كل خير

في الدنيا و الآخرة و يعلي مراتبكم و يفتحها عليكم محل ما

تقبلوا و يجمعنا بكم على خير و صحة و عافية و سلامة… سعيدة كل السعادة و فخورة كل الفخر ..

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات..
أول تجربة كانت قمة في الروعة.. و لله الحمد و لله الشكر
و المتمة في قلوبنا ح نحكي عنها وين ما كنا و وين ما وصلنا في حياتنا..


بتكم آلاء عمر أحمد
مشرفة الرحلة رقم ١٦
حي القبة و الكروماب
كل الود و الإحترام
19/11/2017

إقرأ المقال من مصدره ( هنا )