تحية للوطن – قريب الله الباز
مرحبا بلاد الشمس
✍️ م/ قريب الله محمد الباز السنهوري
ماضِِ مجيد و آمال مستقبلية واثقة
إن الحديث عن “بلاد الشمس” سوريا لا يمكن أن يبدأ و يكتمل دون الإشارة إلى مكانتها في التراث الإسلامي. فقد أحبها رسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – و دعا لها و لأهلها. كما كانت الشام مهد الحضارات و موطنًا للعديد من الخلفاء و الصحابة الذين ساهموا في نشر الإسلام و بناء حضارته. هذا الإرث العظيم يضيف بُعدًا آخر للآمال في أن تعود سوريا إلى مجدها، أرضًا للتاريخ و الحضارة و السلام.
لطالما كانت سوريا واحدة من أبرز مراكز الحضارة و التجارة في العالم العربي، مستمدة مكانتها من موقعها الجغرافي الإستراتيجي و تاريخها العريق. قبل الحرب، كانت المدن السورية مثل دمشق و حلب تُعَدّ محطات رئيسية للتجارة الإقليمية و الدولية، و جسوراً تربط الشرق بالغرب. كما أن طبيعتها الساحرة و معالمها التاريخية و الدينية جعلتها و جهة سياحية لا غنى عنها.
و في منتصف شهر آذار (مارس) عام 2011، تغير المشهد بشكل جذري. سنوات الحرب الطويلة عصفت بالبلاد، و ألحقت أضراراََ بالبنية التحتية و تراجع إقتصادها، مما أدى إلى مواجهات غير مسبوقة في المجتمع السوري. و مع ذلك، فإن الشعب السوري المعروف بصبره و شجاعته، يحمل دائمًا أملاََ كبيراََ في إعادة بناء وطنه و إستعادة مكانته الرائدة.
بصمة السوريين في الخارج هي أحد أبرز دلائل هذا الأمل، و هو ما شهده العالم العربي و أفريقيا و أوروبا من نجاحات السوريين الذين تشتتوا بعد الحرب. ففي دول مثل مصر و بلادي “السودان”، و قطر، و غيرها، أثبت السوريون جدارتهم في التجارة و ريادة الأعمال في الأسواق من خلال المشاريع الصغيرة و المتوسطة، أسهموا في تنمية إقتصادات هذه الدول. مهاراتهم العالية و حسهم التجاري إنعكسا إيجاباََ على بناء علاقات و شبكات إقتصادية متينة أينما وجدوا.
يقيني أن إعادة إعمار سوريا لن تأخذ وقتًا طويلًا. سوريا لن تكون مجرد مشروع هندسي أو إقتصادي؛ بل ستكون عملية شاملة تتطلب تعاوناََ محلياََ و دولياََ، و جهوداََ متكاملة لتوحيد الصفوف و إعادة الثقة بين أبناء الوطن. و بلا شك، ستُسهِم خبرات السوريين في الداخل و الخارج في تسريع هذه العملية، سواء من خلال الكفاءات المهنية أو الإستثمارات التي يمكن أن تعود إلى الوطن.
إن موقع سوريا الجغرافي و تاريخها التجاري، لا شك، سيسهمان في تحفيز النمو الإقتصادي و جذب الإستثمارات لها مرة أخرى، و إعادة رونقها و ألقها. سوريا كانت و ستظل جزءاََ من ذكريات كثيرين ممن زاروا معالمها سائحين أو تجاراً .
ختاماً ، نرفع أكفنا بالدعاء و نلهج بالدعوات الطيبات مع كل الأمل لسوريا و بلادي “السودان” و الدول المكلومة، أن يعم السلام جميع أوطاننا، و أن تعود الأمة العربية و الإسلامية مرة أخرى ساحة للتواصل و أكثر قوة، و جسرًا حضاريًا بين الأمم. سوريا ليست مجرد دولة إنها قلب ينبض بالحياة و التاريخ، وعودتها إلى مكانتها أمر يستحق العمل و الدعاء من الجميع. حفظ الله أوطاننا و شعوبها.