سلام المتمة ( ٢-٢) مدينة المتمة محلية المتمة
( 2) – ما جاء فى أخبار مملكة الجعليين و( شندى) و ( المتمة ) والكرهانة و حوش ( المك ) ❗️
✍الشريف عبد السلام مصطفى عثمان الأمين
مملكة الجعليين، هي مملكة عربية عباسية قامت في شمال السودان على أنقاض مملكة
مروى القديمة ، و إمتدت حدودها من حجر العسل جنوباً إلى الدامر شمالاً و شرقاً وغرباً على
ضفتي نهر النيل و كانت عاصمة الجعليين فى شندي و كانت المملكة من ضمن الممالك
التابعة للسلطنة الزرقاء في سنار و التي تعاقب على حكمها 17 ملكاَ من سلالة السعداب
لمدة 235 سنة آخرهم المك نمر،، حتى سقطت على يد إسماعيل باشا عام 1821م
طوال تاريخ مدينة شندى كانت (مدينة المتمة ) هى توأمة و رفيقة ( شندى ) و أختها ، و كان
هناك تواصل دائم و تعاضد و تصاهر و تزاوج بين الحاضرتين و لكن طوال تاريخ قبيلة الجعليين
كانت ( شندى ) هى الحاضرة و العاصمة الأولى و مقر مكوكها و حكامها و كانت ( المتمة )
مع أنها الثانية إلا أنها لم تكن أقل اهية منها لذلك خلال حكم (السعداب ) لقبيلة الجعليين
كان (المك ) فى (شندى) عادة يعين أحد أقربائه ، سواء من أبنائه أو أخوانه (مكاً) من طرفه
على (المتمة) و أحيانا على ( المتمة ) و الضفة الغربية ، . و كانت العلاقات فى عمومها حسنة
و طيبة بين طرفى الأسرة فى (شندى ) و المتمة ، و إن كانت أحياناً تظهر بعض الخلافات بينهما
و لكنها كانت سرعان ما تزول و تعود المصالحة و الوئام بين الأسرة الواحدة قى الضفتين هكذا
كان الحال عند دخول الأتراك إلى السودان عام ١٨٢١م إذ كان المك نمر ( مك) الجعليين مقيماً
فى (شندى ) و إبن عمه المك مساعد نيابة عنه حاكم (و مكاً ) على الضفة الغربية من النهر .
بعد مقتل إسماعيل باشا فى شندى عام ١٨٢٢ تم خراب (شندى )كلياً كما لم تسلم ديار الجعليين
عامة من غضب الدفتردار وغضب الأتراك عليها ، و من ثم أخلى السعداب ديارهم فى (شندى)
(و المتمة ) هرباً من البطش و التنكيل الذى وقع عليهم و نزحوا إلى أماكن أخرى شمالاً و جنوباً
على ضفاف نهر النيل بعد ذلك الخراب الذى قيل أن عدد ضحاياه تجاوز الثلاثين ألف نسمة ، إستقرت
الحامية العسكرية التركية فى (شندى ) و لكن إستمر غضب الأتراك على (شندى ) و أهلها
فتركوها خراباً ما يقارب الخمسة و العشرون عاماً و من ثم فى هذه الأثناء عمرت (مدينة المتمة )
و علا شأنها و تطورت كحاضرة تجارية مهمة فى شمال السودان التركى بدلاً عن ( شندى ) و كان
التخطيط لها من قبل د الأتراك أن تصبح مستقبلاً الحاضرة الأولى بديلاً (لشندى ) .
و لكن لم تستمر تلك النهضة طويلاً ، فمع تطور صناعة السفن البخارية فى النقل و التجارة بعد
الفتح التركى ، و بسبب بُعد (المتمة ) النسبى عن شاطئ النهر إضافة لذلك ما كان من رضى
الأتراك أخيراً عن (شندى ) و السماح بإعادة إعمارها عام ١٨٥٤م تضاءلت أهمية ( مدينة المتمة )
التجارية و من ثم صُرف النظر عن تطويرها لتصبح كما كان مخططاً لها بديلة ( لشندى )
عليه كما ذكرنا بعد عام ١٨٢٢ م بدأت نهضة تجارية و سكانية و إجتماعية فى ( المتمة) بعد أن
هجرها سكانها من السعداب خوفاً من بطش الأتراك بسبب مقتل إسماعيل ، و لكن وصل
إليها عدد مقدر من التجار و المستثمرين و الحالمين بالثراء من خارج البلاد . من مصر و المغرب
و الحبشة و اليمن و غرب السودان و غرب أفريقيا و من الحجاز و البحر الأحمر …….. إلخ ..
وصل المكرنجة من شرق السودان و الهدندوة و البجة و البحراب من سواكن و النفيعاب
و النافعاب من البطانة و من بادية ابوطليح غرب المتمة و إمتلأت المتمة بكافة الأجناس
عدا السعداب السكان الأصليون القدامى الذين تفرقوا فى البلاد بعد حملة الدفتردار
مدينة المتمة محلية المتمة