خطابات في حمى الوطن – الشاعر عمر الطيب الدوش
فتَحتَ جوابك الأوّل
لقيتَك لسَّه يا وطني
بتكتب بالعَمار و الدم
و لسَّه بتسْكَر أمدرمان
على الشارع…
و تتْكوّم
و تمْرُق من صَدُر مسلْول
نهودهْا
تَدُوسن العربات
ترضِّع فى الكلاب
مشنوقَهْ من عينيهَا
في الساحات
و تضْحَك في زمن مسموم
و لسَّه بترقُد الخرطوم
تبيع أوراكْها للماشين
تَطِل من فوق عماراتهْا
و تَلِز أطفالهْا في النيلين
و ترجع للرُقاد تاني
أشوفك في جواب تاني
مشيتْ أتمشَّى فوق همكََ
وصلْني جوابك التاني
يحيض الغيم على سطوركَ
يقطِّر من سماكْ دمّك
بشوف في جوابك التالت
مُدُن مبنيّةْ متكيّهْ
بتمْرُق من شبابيكا
عيون برموشَهْ مطفيَّهْ
شَرَك لي كُلِّ قُمريَّهْ
و أماني كتيرَهْ مخصيَّهْ
شوارع بالنهار و الليل
مدبّسَهْ بالحراميَّهْ
معلّقَهْ في صدور الناس
كلاب أسنانْها
مبريّهْ
على مرِّ السنين تحْسب
شهور أيامها عِبريّهْ
مشيتْ أتمشَّى فوق همّك
وصلْني جوابك
الدمّك
رقدتَ على البحر غنيتْ
مليت أحزاني بالأمواج
جرحْتَ الدنيا بالدوبيت
جريت لي ساحَة الشُهداء
لقيتُم لا وطن لا بيت
دخلتَ منازِل الأُمّات
و طلّيتْ لي شقاء الأخوات
مرقتَ كأني زولاً مات
لقيتْ أطفالي في الشارع
بيجروا على أمل واقِع
رقدْتَ على البحر غنّيت
و إتذكرت َ أهَلَن لي
ساكنين في سجن كوبر
مليتْ أفراحي بالأمواج
و شدّيت الرحال قُمْتَ
لحدِّ الليلَهْ
ما عُدْتَ
شبابيك فتَّحَتْ أبواب
و أبواب فتَّحَت حارات
و كنتَ معاكَ يا وطني
على حُمّى الجواب الفات
صحيتْ و لقيتَك الشارع
وكِتْ تِتْمايل النخلات
ضُلّك
على أيامك الجايات
و في جوابك الرابع
لقيت الناس على الشارع
و صوتَك من كهفوف طالِع
كَوارِيك للسماء السابع
كواريك للسماء السابع
كواريك للسماء السابع