تاريخ الميلاد : عام 1914 م
مكان الميلاد : مدينة المتمة
أحد أعلام رجال الجيش فى أواخر حقبة الإحتلال البريطاني و العقود الأولى من الحكم الوطنى ، كان
رجل وطنياً من طراز نادر فى الإستقامة و النزاهة و التجرد و نكران الذات و الشجاعة التى قل مثيلها.
نال دبلوم الهندسة المدنية من من كلية غردون التذكارية عام 1935 م .
إلتحق بالكلية الحربية و تخرج منها في يناير 1939م .عمل تحت قيادة الضابط الإنجليزي البكباشي ماك
ايزاك في 3 جي بلوك .ثم إلتحق بالبلوك الرابع مهندسين ثم بقوة دفاع السودان بمصر ثم الجيش الثامن
بقيادة مونتو قمري لطبرق ثم بني غازي لإصلاح الميناء من الدمار الذي لحقه ثم الإلتحاق بمدرسة
الجيش الثامن للألغام و المفرقعات و التي عمل مدرساً بها بعد تميزه الأكاديمي على كافة الضباط .
قام بكثير من الأعمال الإنشائية في فترة وجوده بليبيا أثناء الحرب العالمية الثانية من فتح طرق و إنشاء
كباري و مطارات و منها إلى إريتريا قائداً لوحدة المهندسين بكرن ثم العودة إلى أمدرمان لإستلام
مسؤولية ورش التعليم لفرقة المهندسين مترقياً إلى صاغ في يناير 1949م.
أنتدب إلى إنجلترا لنيل دبلوم المهندسين الملكيين و لم يكتفى بذلك بل إستطاع نيل دبلوم الهندسة
الإنشائية من جامعة لندن و كذلك دبلوم الهندسة المعمارية من معهد المهندسين المعماريين .
و عند عودته من لندن إلى الخرطوم قام بإنشاء الأشغال العسكرية و من ضمن منجزاته في تلك الفترة
النصب التذكاري أمام محطة السكة حديد . تمت سودنة الجيش في أبريل عام 1954 و كان هو
أول قائد سوداني للإمدادات و التمويل . و نال دبلوم أركان حرب و القيادة من مصر بإمتياز في 1956م .
كانت له صداقات و علاقات واسعة وسط الجيش و كان معروفاً بميوله للحزب الوطني الإتحادي لذلك
خشي عبدالله خليل رئيس الحكومة آنذاك منه فأبعده من الخرطوم قائداً لفرقة العرب الشرقية بينما
إنقلاب 17 نوفمبر 1958 :
قاد الفريق / إبراهيم عبود إنقلاب عام 1958م و أصبح أول ضابط
يتولى السلطة فى السودان و رئيساً للدولة من 1958 حتى 1964م
يعد إنقلاب 17 نوفمبر1958 م ، عندما سلم السيد / عبد الله خليل
رئيس الوزراء و وزير الدفاع السلطة للجيش بمثابة مصادرة للحقوق
و الحريات الديمقراطية
و حينما إستلم عبود الحكم أهمل الأميرلاي محي الدين و لم يشمله التعيين
للمجلس الأعلى أو الوزارة لكنه ميزه بأن جعله الحاكم العسكري لمديريتي
النيل الأزرق و كسلا إمعاناً في إبعاده من العاصمة .
كان يراقب مسار حكومة عبود و حينما رأها إنحرفت و بدأت تنفيذ مخطط
عبدالله خليل قام في يوم >
الأحد 01/03/1959 :
بثورة تصحيحية مع الأميرلاي عبدالرحيم شنان ، قائد القيادة الشمالية شندي ، وضعا
خمسة أهداف تصحيحية و هي:
1- دخول الخرطوم و إزاحة الحكومة القائمة دون سفك دماء ما كان ذلك ممكناً .
2- تكوين مجلس شورى ليكون مجلس رئاسة فقط و ليس مجلساً للحكم .
3- تكوين لجنة قومية من الرجال المؤمنين بالسودان و الكفاءات بغض النظر عن
ميولهم السياسية السابقة على أن تختار تلك اللجنة من بين أفرادها حكومة تكون
مسؤولة أمام الله و الوطن و أمام مجلس الرئاسة.
4- بعد اختيار تلك الحكومة يتم تعيين أعضاء جدد بواسطة اللجنة و المجلس
مجتمعين لتكوين مجلساً دستورياً لوضع دستور دائم للسودان يقدم لإستفتاء
شعبي و يتم بموجبه قيام حزب أو احزاب في مدة لا تزيد عن ثمانية عشر شهراً
أو حتى قبل مارس 1961م .
5- بعد أن يتم ذلك و تشكل الحكومة الديموقراطية تنتهي المأمورية التصحيحية
و يرجع الجيش لثكناته ليباشر أعماله الدفاعية و الأمنية و يبتعد كلياً عن السياسة .
كان حوالي 400 جندي من القيادة الشمالية ( قيادتها في شندي ) و القيادة
الشرقية (قيادتها في القضارف) في طريقهم إلى جنوب السودان للإشتراك
في الحرب هناك. إلا أنهما قطعا مسيرتهما و عادا راجعين في الطريق
للخرطوم ، قاد الأولى الأميرالاي عبد الرحيم محمد خير شنان. وقاد الثانية
الأميرلاي محي الدين أحمد عبد الله و عندما وصلا إلى الخرطوم، حاصرا
قيادة القوات المسلحة، و مباني البريد و البرق، و الإذاعة. و تم إعتقال
اللواء أحمد عبد الوهاب و عسكريين آخرين منهم: القائم مقام
حسين على كرار، و القائم مقام عوض عبد الرحمن صغيرون.
فشلت المحاولة الإنقلابية و لم يتم إعتقال اللواء محي الدين و اللواء شنان .
الإثنين: 02/03/1959
طلب كل من السيد عبد الرحمن المهدي، زعيم الأنصار و عبد الله خليل رئيس
الوزراء السابق، من الفريق عبود إطلاق سراح الضباط المعتقلين، و محاكمة
عبد الرحيم شنان و محي الدين أحمد عبد الله. لكن الرئيس عبود كان قد
إتفق مع اللواء عبد الرحيم شنان و اللواء محي الدين أحمد عبد الله على
عدم محاكمتهما مقابل إطلاق سراح المعتقلين و مواصلة تقدم القوات
إلى الجنوب و أصدر الرئيس عبود بياناً في الإذاعة بأن القوات واصلت تقدمها
إلى الجنوب، بدون ان يذكر تفاصيل ما حدث …
الثلاثاء: 03/03/1959:
بعد إطلاق سراحه، طلب عبد الوهاب بتأييد من الإمام عبد الرحمن المهدي
و عبد الله خليل، من عبود محاكمة شنان و محي الدين. و مرة اخرى رفض
عبود , و قال إن المشكلة إنتهت، و أن شنان و محي الدين واصلا التحرك
مع قواتهما إلى جنوب السودان …
الأربعاء 04/03/1959:
عندما إقترب شنان و محي الدين ، و قواتهما من كوستي في طريقها إلى جنوب السودان، علما أن عدداً كبيراً من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصرون على محاكمتهما. و في الحال أمرا قواتهما بالعودة إلى الخرطوم. و مرة أخرى حاصرت هذه القوات قيادة القوات المسلحة ، و مباني البريد و البرق و الإذاعة. أصدر الرئيس عبود بياناً في الإذاعة ، قال فيه أن كل أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة إستقالوا و أن مشاورات تجري لتشكيل مجلس جديد . نجحت المحاولة الإنقلابية الثانية حيث أتفق أن يكون المجلس الجديد من رئيس و تسعة أعضاء و عند التصويت نال عبود أربعة عشر صوتاً و كذلك نال محي الدين أربعة عشر صوتا ، لكن محى الدين آثر التنازل زهدا فى السلطة حتى لا يعاد التصويت و وافق محي الدين أن يكون عبود رئيساً .
الخميس: 05/03/1959
مساءً ، أصدر الرئيس عبود بياناً في الاذاعة أعلن فيه إدخال الأميرلاي شنان و الأميرلاي محي الدين و الأميرلاي المقبول الحاج الأمين في المجلس الأعلى و لم يخرج اللواء أحمد عبد الوهاب .
ثم إعفاء الأميرلاي محمد نصر عثمان، و الأميرلاي الخواض محمد، و الاميرلاي محمد أحمد التيجاني، و القائم مقام عوض عبد الرحمن صغيرون ، و القائم مقام حسين على كرار
عين اللواء محى الدين وزيراً للمواصلات و النقل و عين اللواء شنان وزيراً للحكومة عملت تلك المجموعة في إنسجام و تنامت شعبيتها .. دب الحسد في قلوب بعض أعضاء المجلس العسكري القديم و بدأ العمل لإيقاف نشاط
تلك المجموعة و حينها بدات الثورة تضل طريقها.
إجتهد اللواء محي الدين و اللواء شنان في إعادة الإمور إلى نصابها و لكن
اللواء عبود نكث بعهده معهما :
1-6-1959:
نشرت صحيفة “السودان الجديد” خبراً و هو إعتقال إثنين من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، و هما:
اللواء : محي الدين أحمد عبد الله، و اللواء عبد الرحيم شنان .
9-6-1959
شكل الفريق عبود محكمة عسكرية برئاسة الأميرالاي محمد طلعت فريد لمحاكمة اللواء عبد الرحيم شنان، و اللواء محي الدين أحمد عبد الله ، و آخرين و حكمت المحكمة عليهما بالسجن مدى الحياة فتم سجنهما في كوبر و منها نقل محي الدين إلى سجن سواكن و شنان إلى سجن الدويم و أطلق سراحهما بعد ثورة إكتوبر .
و بما أن إنقلاب 17 نوفمبر1958 م كان مصادر للحقوق و الحريات الديمقراطية عليه تمت معارضته منذ شهوره الأولى و تواصلت مقاومته حتي إنفجار ثورة أكتوبر 1964، بإعلان الإضراب السياسي العام و العصيان المدني حتي تمت الإطاحة بنظام الرئيس عبود و تمت إستعادة الديمقراطية و الإفراج عن كل المعتقلين بما فيهم اللواء محي الدين و اللواء شنان .
ترشح اللواء : محي الدين أحمد عبد الله في إنتخابات عام 1965م عن دائرة المتمة و فاز فيها نائباً عن الحزب الوطني الإتحادي.
و في عام 1966م نجحت مساعيه في التصديق ببناء مستشفي المتمة ( القديم) و مستشفى ود حامد .
الأميرلاي / أحمد عبد الله ود سعد ( والد الأميرلاي / محي الدين ) .
والدة الأميرلاي / أحمد ، هي فاطمة بت حمد ود عقيد .( بنت أخ المك بشير ود عقيد )